قراءة في جذور الصراع والتحولات السياسية في "اليمن الحديث"

- 08 أبريل, 25
بعد خروج القوات العثمانية من صنعاء عام ١٩١٨ إثر هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، سُلِّم الحكم إلى عاملهم يحيى حميد الدين، الذي أعلن قيام "المملكة المتوكلية الهاشمية"، قبل أن يُضيف لاحقًا كلمة "اليمن" إلى الاسم بناءً على نصائح كتاب جيوسياسيين، مما أطلق طموحات توسعية تجاه الجنوب ونجد والحجاز وحتى عُمان.
وبحسب التحليل التاريخي الذي قدمه الكاتب ثابت حسين صالح، على صفحته على موقع "إكس" سيطر الإمام يحيى بسهولة على المناطق الشافعية مثل تعز وإب والبيضاء، لكن علاقته مع الجنوبيين لم تكن ودية، بل اتسمت بالعداء والحروب المتكررة، وقد دفع هذا العداء العديد من أبناء القبائل الجنوبية إلى التطوع للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد حكم الأئمة، التي دعمتها مصر في حكم عبدالناصر.
وبعد عودة بعض هؤلاء الشباب إلى قراهم، خاصة في ردفان، اندلعت اشتباكات مع القوات البريطانية، ما استغلته الجبهة القومية لاعلان ثورة 14 أكتوبر 1963، التي قادتها بدعم مصري أيضًا.
لكن الجبهة، التي هيمنت عليها حركة القوميين العرب، غيرت مسارها بتعديل اسمها من "الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي" إلى "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن"، في خطوة اعتبرها الكاتب محاولة لـ"يمننة" الجنوب.
وأشار الكاتب إلى أن اتحاد الجنوب العربي، الذي تأسس في 11 فبراير 1959، تعرض لهجوم شرس من قبل المتبنين للمشروع اليمني، كونه كان يمثل نواة لدولة فيدرالية جنوبية مستقلة، حيث استعدت الجبهة القومية كل سلاطين وأمراء ومشائخ الجنوب وكبار الضباط والموظفين وحتى عقال المناطق والقرى اعتبرتهم "عملاء"، كما أبرز الصراع داخل الجبهة القومية بين الجناح المتشدد بقيادة عبدالفتاح إسماعيل، الذي رفض اتفاقية الإسكندرية عام 1966، والجناح المعتدل، مما أشعل حربًا أهلية مهدت لسيطرة التيار المتطرف.
وفي نوفمبر 1967، خلال مفاوضات الاستقلال في جنيف، فرض الجناح المتشدد سياسة عزلة دولية على الجنوب، دافعًا إياه نحو اليمننة والاشتراكية، وبدلًا من إعلان "جمهورية الجنوب العربي"، تم اختيار اسم "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية"، في خطوة اعتبرها الكاتب استكمالًا لمشروع الهيمنة الشمالية.
وكشف الكاتب من خلال مقاله عن تحولات سياسية عميقة شكّلت تاريخ "اليمن" الحديث، ما يثير جدلًا حول تداعياتها على الوحدة والهوية الجنوبية حتى اليوم.
(مقتبس من مقال الكاتب/ أ. ثابت حسين صالح)
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *