رسالة كرامة من اليمن إلى التحالف .. لسنا أدوات !

- 25 مايو, 25
إلى من يعنيهم الأمر في الرياض وأبو ظبي،
إلى من دخلوا بلادنا قبل عقد من الزمن تحت شعار “نصرة الشرعية وإعادة الدولة”،
نكتب إليكم هذه الرسالة، لا لنطلب عونًا أو استجداء مواقف، بل لنقولها بصوتٍ عالٍ وواضح: إما أن تقوموا بواجبكم تجاه اليمن كما ينبغي، بما تمليه الأخوّة والجيرة والمسؤولية، أو اتركوا اليمن وشأنه، فوالله إننا قادرون على حل خلافاتنا بأيدينا، وإن طالت الطريق واشتدت التحديات.
منذ عام 2015، دخلتم بلادنا بتحالف عسكري وسياسي واسع، معلنين أن هدفكم هو إنقاذ اليمن من الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة. لكن الحقيقة، بعد كل هذه السنوات، مؤلمة ومُرّة. فماذا جلب تدخل التحالف لليمنيين؟
هل أعاد دولتهم؟ هل أعاد لهم السيادة؟ هل حقق الأمن أو الاستقرار أو الازدهار؟
أم أنه شرعن الانقسام، وعمّق الفوضى، وساهم بشكل مباشر في تمزيق الجغرافيا والنسيج الاجتماعي اليمني؟
ننظر اليوم إلى بلادنا، فنراها خرائط ممزقة، وسلطات متناحرة، وثروات منهوبة، وشعب جائع خائف، ومناطق تحت وصاية هذا الطرف أو ذاك، ومرتزقة يحكمون بالولاء لا بالكفاءة، وبالتمويل لا بالمشروعية.
أنتم من منعتم أبناء عدن من الكهرباء والرواتب، وأنتم من دعمتم نخبًا مسلحة خارجة عن الدولة في شبوة وسقطرى، وأنتم من ضغطتم على من يحكم باسْمكم لبيع القرار اليمني في أسواق التبعية.
بل إن الأدهى أن ثرواتنا – من نفط وغاز وموانئ وجزر – صارت محرّمة على أبنائنا، ومباحة لشركاتكم وامتيازاتكم. وكأن ما يجري ليس تحالفًا عربيًا، بل غزوًا ناعمًا تلبس عباءة الإخوة.
إننا نقولها اليوم بلا مواربة: لقد فشلتم في إدارة الملف اليمني. ولم تكونوا أمناء على قضيتنا، ولا شركاء حقيقيين في مصيرنا. حولتم اليمن إلى ساحة نفوذ، لا ساحة إنقاذ. وإلى ورقة تفاوض، لا واجب أخلاقي أو التزام قومي.
لقد آن أوان المصارحة. فإما أن تتعاملوا مع اليمن كدولة لا كحديقة خلفية، وكشعب لا كأدوات، وإما أن ترفعوا أيديكم عنا، وتكفوا عن التدخل في تفاصيلنا، وتتركوا لليمنيين حرية مصيرهم.
نحن أبناء هذا البلد، نختلف، نعم، ونقاتل أحيانًا، نعم، لكننا – رغم جراحنا – قادرون على التفاهم، والتصالح، وبناء دولتنا بأيدينا لا بأدواتكم.
لسنا بحاجة إلى وصاية، ولسنا عاجزين عن تقرير مستقبلنا. ما نحتاجه فقط هو أن تكفّوا عن العبث والتمزيق، وأن تتركوا ثرواتنا لأهلها، وقرارنا لأصحابه.
كفى عقدًا من المعاناة باسم “التحالف”، وكفى مزيدًا من الشعارات التي لا تُطعم جائعًا ولا تُحيي وطنًا.
ارحلوا، أو أصلحوا.
ساندوا شعبًا، لا سلطات فاسدة.
قفوا مع اليمن، لا مع تقسيمه.
فالتاريخ لا ينسى، والدم لا يُمحى، والكرامة لا تُشترى.
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *