بسبب توقف مطار صنعاء ... فتح طريق الضالع ينعش الأمل في تسهيل التنقل والتجارة

- 01 يونيو, 25
للمرة الأولى منذ سنوات، بدأ عبور المركبات طريق الضالع، الذي يربط صنعاء بمدينة عدن جنوبي اليمن، في إطار توافق بين طرفي النزاع على فتح الممرات، سرّعه العدوان الإسرائيلي على مطار العاصمة والموانئ البحرية.
وجاءت عملية التوافق هذه بين حكومة صنعاء والمجلس الانتقالي الجنوبي الشريك الرئيسي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لفتح ممرات حيوية مغلقة منذ نحو 10 سنوات. ويرى مراقبون وناشطون وخبراء اقتصاد أن فتح طريق الضالع الحيوي، خطوة مهمة لتخفيف معاناة المدنيين، حيث يساهم فتح الطريق في تسهيل عملية التنقل للسفر عبر مطار عدن بشكل كبير، بعد توقف مطار صنعاء وخروجه عن الخدمة، وكذلك تسهيل حركة النقل التجاري للبضائع، في حال كان هناك أي توجه أو حدث طارئ يدفع باتجاه تحويل الحركة الملاحية والشحن التجاري من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن، رغم رفض حكومة صنعاء بشكل قاطع تحويل الحركة الملاحية من ميناء الحديدة.
يقول الناشط الاجتماعي رأفت العواضي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فتح طريق الضالع الاستراتيجي الرابط بين صنعاء وعدن اختراق مهم لأزمة الصراع المعقدة في الدولة، وخطوة جاءت في وقتها، حيث سارت بطريقة عكست توحد اليمنيين في مواجهة تبعات توقف الحركة الملاحية في مطار صنعاء، والصدمة التي أحدثتها بعد إغلاق النافذة الوحيدة التي تربط كتلة سكانية كبيرة في اليمن بالعالم.
ويرى العواضي أن فتح الممرات الرئيسية سيخفف كثيراً من معاناة اليمنيين في التنقل وتختصر مسافات وتكاليف شاقة وباهظة أمام المسافرين الذين سيضطرون الآن إلى التنقل من صنعاء للسفر عبر مطار عدن، مشيرا إلى أن فتح طريق الضالع خطوة يجب أن تتبعها خطوات بفتح طرق أخرى مغلقة، وتعاون جميع أطراف الصراع في التخفيف من معاناة اليمنيين، حيث وصل التردي المعيشي إلى مستويات لم يعد باستطاعة كثير من المواطنين تحمّلها.
ويختصر طريق الضالع نحو 6 ساعات من الوقت الذي كان يقطعه المسافر من صنعاء إلى عدن عبر الطرق البديلة، كطريق صنعاء تعز عبر منطقة "حيفان"، والتي كان المسافر عبر مختلف وسائل النقل يستغرق ما لا يقل عن 10 ساعات للوصول إلى عدن التي اتخذت منها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة لها. في المقابل، هناك من يخشى من أعمال استغلال مع عودة الحركة إلى هذا الطريق الذي قد يستخدمه مواطنون تعثّروا من السفر عبر مطار صنعاء لتأدية فريضة الحج ومسافرون آخرون، إذ قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أجرة التنقل وتكاليف السفر، في ظل تصاعد التحذير من ظهور سوق سوداء لبيع التذاكر، إضافة إلى الاستغلال والإتاوات في النقاط المنتشرة على طوال هذا الطريق.
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *