متى يتوقف مشهد ثراء قياداته ... المجلس الإنتقالي وإستمرار معاناة الفساد الداخلي الذي اثقل كاهله
تشهد المحافظات الجنوبية أوضاعًا معيشية وصحية صعبة، مع تفاقم أزمات الكهرباء والوقود وإرتفاع الأسعار والعملة وعدم استقرارها، مما أثار سخطًا شعبيًا واسعًا.
هذه الأوضاع تُمثل فرصة ذهبية للمجلس الانتقالي الجنوبي ليعيد توثيق صلته بالمواطنين، عبر خطوات عملية تُعالج معاناتهم، وتُظهر جدية في محاربة الفساد الداخلي الذي طالما اتُهم بتجاهله والذي ساعد على تناميه وإستفحاله.
فالشعب الجنوبي، الذي بدأ يفقد الثقة في المجلس بسبب تردي الخدمات وزيادة الثراء غير المشروع لبعض قياداته، ينتظر تحركًا جادًا قبل فوات الأوان.
إذا لم يسرع المجلس الانتقالي إلى تصحيح أوضاعه، وتحمل مسؤولياته في محاسبة الفاسدين وتحسين حياة الناس، فإنه سيخسر ما تبقى من شرعيته الشعبية.
الوضع الراهن لم يعد يحتمل المزيد من الوعود أو التبريرات، خاصة مع تنامي مشاعر الإحباط بين الجنوبيين الذين باتوا يبحثون عن قوى سياسية جديدة قادرة على تمثيل تطلعاتهم. أي تهاون اليوم سيفتح الباب غدًا لظهور حركات أو شخصيات بديلة، قد تنجح في استقطاب الجماهير التي شعرت بخيانة القيادات الحالية للأمانة في حق هذا الشعب .
المشهد الجنوبي يشهد تحولات سريعة، والمجلس الانتقالي لم يعد أمامه سوى خيار واحد: إما أن يطلق إصلاحات حقيقية تشمل محاسبة الفاسدين، ووقف استغلال النفوذ، وإعادة توزيع الثروات، أو أن يُسجل نفسه في ذاكرة الجنوبيين كمشروع فشل في تحقيق أحلامهم.
الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالشعب الذي عانى من الحرب والانهيار الاقتصادي لن ينتظر إلى الأبد، وسرعان ما سيلتف حول أي بديل يُظهر نزاهة وقدرة على التغيير.
اقرأ أيضاً
قبيلة العصارنة السيبانية تنفي شائعات رفضها لمعسكرات حلف قبائل حضرموت وتؤكد ولاءها الكامل للحلف
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية
