تلاعب في أسعار المشتقات النفطية وعدم استقرارها يسبب سخط شعبي بساحل حضرموت
تشهد محافظة حضرموت موجة غضب عارمة بين المواطنين عقب إعلان شركة النفط اليمنية – فرع ساحل حضرموت – عن تخفيض أسعار المشتقات النفطية ابتداءً من 13 أغسطس 2025، في خطوة وصفتها الشركة بأنها نتيجة لانخفاض تكلفة الشراء من المصدر وتحسن سعر صرف العملة الأجنبية مقابل الريال اليمني. إلا أن الأرقام كشفت واقعًا مختلفًا، لتتحول هذه الخطوة إلى محور اتهامات بالتلاعب والاستغلال.
الأرقام تفضح التخفيض المزعوم
المقارنة البسيطة التي تداولها المواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أن سعر لتر البنزين المستورد حين كان 1820 ريالًا يمنيًا وبسعر صرف 750 ريالًا للدولار السعودي كان يعادل نحو 2.4 ريال سعودي، بينما اليوم ومع إعلان “التخفيض” أصبح سعر اللتر 1280 ريالًا، لكن بسعر صرف 428 ريالًا للدولار السعودي، أي ما يعادل 2.9 ريال سعودي للتر الواحد. النتيجة: السعر الفعلي ارتفع بدلًا من أن ينخفض.
ردود فعل غاضبة وتساؤلات مشروعة
المواطنون اعتبروا أن الشركة تمارس “أكبر عملية تضليل” في تسعير مادة لا تدعمها الدولة ولا تستوردها بشكل مباشر، بل يجلبها التجار، فيما تفرض الشركة تسعيرتها الجبرية على المستهلكين. التعليقات طالبت بكشف مصدر الاستيراد، والدول الموردة، ومصير المشتقات النفطية والغاز المحلي، معتبرين أن التخفيض الحقيقي يجب أن يتناسب مع نسبة انخفاض سعر الصرف.
اتهامات بالنهب والتحكم الجائر
نشطاء أكدوا أن الفارق بين السعرين في “الدبة” (20 لترًا) يكشف استفادة الشركة من فرق العملة لصالحها، حيث يذهب ما يقارب 2975 ريالًا يمنيًا من كل دبة لصالح الشركة دون مبرر، وهو ما يعادل 148.75 ريالًا يمنيًا لكل لتر كأرباح إضافية. ووصف البعض الوضع بأنه “أكبر جريمة اقتصادية تمارسها الدولة على مواطنيها” عبر التحكم بأسعار المواد الحيوية بصورة جائرة وجشعة، دون الاحتكام لقوانين التجارة أو مبادئ الشفافية.
خلاصة المشهد
في الوقت الذي يترقب فيه المواطن اليمني أي انفراجة تخفف من أعباء المعيشة، يجد نفسه أمام سياسات تسعيرية مشبوهة تزيد من معاناته، وتثير تساؤلات حول مدى التزام الجهات المعنية بمسؤولياتها في حماية المستهلك، وضمان عدالة الأسعار، وربطها فعليًا بتقلبات السوق وسعر الصرف، بدلًا من استغلال هذه المعايير لزيادة الأرباح على حساب قوت الشعب.
اقرأ أيضاً
تدشين المخيم الطبي لجراحة العيون بمستشفى رؤية بالمكلا
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية
