الصحافة تحت القيد مُنابر تُكمّم وسلطة تلاحق

كتب / مُطلق باكيلي
في الوقت الذي يفترض أن يكون فيه الصحفيون صوت المجتمع وناقلي الحقيقة، تشهد محافظة #حضرموت تراجعاً مخيف في مساحة حرية التعبير وسط تصاعد الانتهاكات الممنهجة بحق العاملين في الميدان الصحفي آخر تلك الحوادث تمثلت في استدعاء الصحفي عبدالله العريبي ، من قبل النيابة العامة بالشحر بعد نشره منشورات تنتقد الأداء الحكومي وتسلط الضوء على قضايا تمس الشأن العام.
الاستدعاء جاء دون إبداء مبررات قانونية واضحة ، في مشهد أعاد إلى الأذهان حادثة اعتقال الصحفي مزاحم باجابر ، رئيس منصة "الأحقاف الإعلامية" قبل أسابيع والتي جرت بأوامر مباشرة من قبل السلطة بالمحافظة تلك الحادثة التي أثارت حينها ردود فعل غاضبة من منظمات حقوقية وصحفيين ، لم تكن سوى واحدة من سلسلة ممارسات ترهيبية تُمارس في وضوح النهار ضد أصحاب الكلمة الحرة.
سياسة تكميم الأفواه تتوسع
تشير الوقائع المتراكمة إلى أن السلطات المحلية ، سواء عن قصد أو نتيجة تضييق غير مباشر باتت تستخدم أدوات الضغط القضائي والأمني لإسكات الصحفيين يُطلب منهم "الحضور للتحقيق" دون توضيح الأسباب، وتُفتح بلاغات ضدهم دون معرفة أطرافها ويزج بأسمائهم في قضايا فضفاضة مثل "إثارة الفتنة" أو "نشر معلومات مضللة" ، بينما الهدف الحقيقي هو منعهم من أداء رسالتهم الإعلامية.
الخوف يسكن الميدان الصحفي
أصبح الحديث عن قضايا الفساد أو التقصير الإداري أو حتى نشر مطالب الناس ، سبباً لجعل الصحفي هدفاً للاستدعاء أو التهديد أو حتى الاعتقال وفي ظل غياب نقابة فعّالة تتابع هذه القضايا ، وتراخي الجهات المعنية عن حمايتهم بات عدد من #الصحفيين في #حضرموت يفضلون الصمت أو الهجرة نحو العمل الإنساني والإعلام الغير النقدي تجنباً للاستهداف.
رأي القانون ومنظمات الحقوق
وفقاً للقانون اليمني ، فإن التعبير عن الرأي لا يُعد جريمة ، طالما لم يتضمن تحريضاً على العنف أو الكراهية ومع ذلك، تُفسّر المواد القانونية بشكل تعسفي في بعض الأحيان، ما يتيح استغلالها لتصفية الحسابات أو إسكات النقد.
منظمة Reporters sans frontières / Reporters Without Borders / RSF ومنصة مرصد الحريات الإعلامية -اليمن Media Freedom Observatory - Yemen وغيرهما من الجهات، أعربت مراراً عن قلقها من تراجع مؤشرات حرية الصحافة في اليمن، لا سيما في المحافظات الشرقية، معتبرة أن الصحفي أصبح "هدفاً مشروعاً للصيد" في بيئة غير آمنة.
نحن #الصحفيون ليسوا خصوماً و #الصحافة_لست_جريمة ، ولا يمكن بناء مجتمع عادل ومتوازن ما لم يكن للإعلام الحر مكانته ، وللصحفيين احترامهم وأمانهم المعركة اليوم ليست على منشور في الفيسبوك ولا في التواصل الإجتماعي ، بل على الحق في أن نقول الحقيقة بلا خوف.
اقرأ أيضاً

قبيلة العصارنة السيبانية تنفي شائعات رفضها لمعسكرات حلف قبائل حضرموت وتؤكد ولاءها الكامل للحلف
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية