الرائد نصر ... أيَّ ظلمٍ هذا الذي يحول دون تكريم رجلٍ صنع المجد ؟

في عالمٍ يُفترض أن يكون للوفاء والإعتراف بالجميل مكانةٌ عليا، نجد أنفسنا أمام حالةٍ مؤسفة تُجسِّد أبلغ درجات الظلم والإجحاف بحقّ الرائد نصر حسن عبد الله، الذي تمَّ تجاهله بشكلٍ صارخ من قبل مكتب المقاومة الجنوبية بمديرية دار سعد بعدن، على الرغم من عطائه الثري وإسهاماته الواضحة التي لا تُنكر.
اسهامات تُنسى وتضحياتٌ تُهمَل.
لطالما كان الرائد نصر رجلًا يعمل بصمتٍ، لكن بصماته كانت دائمًا واضحةً للعيان؛ ففي المجال الرياضي، كان له دورٌ بارز في دعم الحركة الرياضية بعدن، حيث نظَّم عددًا من الفعاليات الاحتفائية بتضحيات الشهداء، بتعاون من قبل شخصيات وطنية بارزة كالكابتن حميد قريشي (لاعب المنتخب الوطني للشباب سابقًا)، والإعلامي فضل الجونة،كفعالية مباراة كرة قدم شارك فيها نجوم من المنتخب الوطني، حيث أتاح الرائد نصر الفرصة للآخرين لإلقاء الكلمات، رغم أنه كان المحرّك الأساسي لهذه الأنشطة.
بل إنه كان له الفضل في تقديم عددٍ من نجوم كرة القدم الذين أضاءوا سماء الرياضة اليمنية، أمثال:
كابتن فضل حميد (قائد منتخب الناشئين سابقًا في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، وفتحي الجابر، وغيرهم من الأسماء التي خلَّدت ذكراها في تاريخ الكرة اليمنية.
سياسيًا وأمنيًا.. رجلٌ يستحق أكثر من رتبة
لم تقتصر إنجازات الرائد نصر على المجال الرياضي فحسب، بل امتدت إلى الجانبين السياسي والأمني، حيث يُذكر بتقديرٍ كبير من قبل شخصيات مرموقة مثل هاني بن بريك، الذي يذكره دائمًا بكل احترامٍ وإجلال.
أما في السلك العسكري، فقد كان الرائد نصر ضابطًا متميزًا، يتمتع بقدراتٍ استثنائية في حلّ النزاعات الأمنية بالحوار والسلم، مما جعله محطَّ إعجاب زملائه ومرؤوسيه. ومع ذلك، لم يُنصف في ترقيته إلى رتبة "مقدم" رغم احقيته لها، بعد حصوله على عدد من الدورات التدريبية التي تؤهله لهذه الرتبة..وهي مناسبة أن نناشد وزير الداخلية اللواء حيدان بإنصافه؟
لماذا هذا التجاهل؟ وأين ردُّ الجميل؟
إن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا يُهمَل رجلٌ بهذا العطاء؟ ولماذا لا يُكرَّم من قبل مكتب المقاومة الجنوبية، وهو الذي كان دائمًا في الصفوف الأولى داعمًا للقضية الجنوبية..أين العدل.. وأين الاعتراف بمن ضحّى وعمل بصمت؟
لقد آن الأوان لأن يُقال كفى! كفى إجحافًا بحق رجالٍ صنعوا المجد ثم نُسُوا.
نحن لا نتوسلكم في تكريم الرائد نصر الملقب بـ "البشم" فهو أكبر من ذلك، بل حقٌ علينا الاحتفاء به وهو حيٌّ يرزق، لا أن نتناساه، حتى يترك دنيانا الفانية فنمنحة ورقةً ميتةً تُسمَّى "شهادة"!
أجبروا بخاطره اليوم.
°نداءٌ إلى الضمائر الحيّة.
نوجه نداءً إلى كلِّ ذي ضميرٍ حي، وخاصةً مكتب المقاومة الجنوبية بدار سعد، بأن يسرعوا في تصحيح هذا الخطأ الجسيم، فالرجال لا يُكرَمون بعد رحيلهم، بل يُحتفى بهم وهم أحياءٌ يشهدون تقديرَ وطنهم لهم.
اقرأ أيضاً

قبيلة العصارنة السيبانية تنفي شائعات رفضها لمعسكرات حلف قبائل حضرموت وتؤكد ولاءها الكامل للحلف
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية