أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمريكية ... يحلل القدرات الإستراتيجية الحربية للصحابي خالد بن الوليد ويعتبرها نموذجاً ناجحاً
قبل عدة سنوات لقي مقطع مصور تداولا واسعا يظهر فيه روي كاساغراندا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوستن في الولايات المتحدة، وهو يتناول بالتحليل القدرات الإستراتيجية لخالد بن الوليد رضي الله عنه، من خلال استعراض جملة من المعارك والفتوحات التي خاضها بنفسه في العراق، وقد ركّز الأكاديمي الأميركي في حديثه بشكل خاص على معركة "الفِراض"، التي وقعت في المنطقة الممتدة بين القائم والبوكمال على الحدود العراقية السورية الحالية، وذلك في أواخر عام 12هـ/ 634م، حين اتحدت جيوش الفرس والروم لمواجهة قوات المسلمين.
ما أثار الاهتمام في حديث كاساغراندا، وأسهم في انتشار المقطع على نطاق واسع؛ مقارنته حجم القوات الإسلامية المحدود آنذاك وتجهيزاتها العسكرية المتواضعة بما لدى القوى الكبرى التي واجهتها من جيوش وعتاد، في ظل طبيعة جغرافية معقدة وصعبة، وبرغم هذه المعطيات أبرز حديثه كيف استطاع خالد بن الوليد أن يحقق نصرا حاسما في تلك المعركة، ممهّدا بذلك الطريق لفتح غرب العراق بأسره.
إن تتبّع سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه يفتح أمامنا أبوابا متعددة لفهم شخصية متعددة المواهب، خاصة في الفترة الممتدة بين آخر عهد الجاهلية وبداية الدولة الإسلامية، فثمّة تساؤلات تفرض نفسها عند استعراض التحوّل الجذري الذي طرأ على هذا القائد، إذ يلفت النظر إلى أنه أمضى قرابة عقدين من الزمن مناهضا للإسلام، منخرطا في معاركه الأولى ضد المسلمين، دون أن يبدو عليه التردد أو الميل إلى المصالحة.
هذا العداء الشرس لم يكن موقفا فرديا عابرا، بل شاركه فيه والده الوليد بن المغيرة، أحد وجهاء قريش وأكثرهم نفوذا، مما يطرح تساؤلا حقيقيا عن العوامل التي دفعت خالدا لاحقا إلى اتخاذ قرار الانضمام إلى الإسلام طواعية، وتحوله من خصم عنيد إلى واحد من أعظم فرسانه.
اقرأ أيضاً
تدشين المخيم الطبي لجراحة العيون بمستشفى رؤية بالمكلا
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية
