الاستثمار الأجنبي في السودان بعد الحرب.. كيف نحول الركام إلى فرص؟
في صباحٍ خانق على ساحل البحر الأحمر، تلمع رافعات ميناء بورتسودان كعظامٍ معدنية ساكنة. حركة البضائع خفيفة، والهواء محمّل بأسئلةٍ أكثر من كونه محمّلًا برائحة الملح.
في مثل هذه اللحظات، تُستعاد مقولة تتردّد كثيرا في دوائر الاقتصاد: "رأس المال جبان… لكنه يعشق الوضوح". وبين خوف رأس المال واشتياقه للاتجاهات الآمنة، يقف السودان على مفترقٍ حاد: كيف ينتقل من مشهد الحرب إلى ساحة للاستثمار
رغم الخراب الذي حوّل مدن السودان إلى أطلال، ما زالت البلاد تحتفظ بثروات تجعلها على موعد مع الغد: مساحات شاسعة للزراعة، ذهب يلمع في باطن الأرض، وموقع يربط قلب أفريقيا بممرات التجارة عبر البحر الأحمر.
غير أن الاستثمار يحتاج كي يتوسع إلى الثقة لا الشعارات، والثقة تُبنى على قوانين واضحة ومؤسسات قادرة على فرضها. فالاستثمار الأجنبي لا يتلخص في حقائب أموال تهبط فجأة، إنما هو دم جديد يضخ في شرايين الاقتصاد فرص عمل وتكنولوجيا وأسواقًا أوسع. ولهذا تراهن عليه الأمم كجسرٍ للخروج من ركام الأزمات إلى رحاب التنمية.
في قلب الأسئلة المعلّقة فوق سماء السودان، يطل سؤالان يطرقان بإلحاح: ما حجم الاستثمار الأجنبي في السودان تاريخيًّا وما الذي فعلته الحرب به؟ وكيف يمكن أن يعود ليصبح جسرًا للبناء بعيدا عن البقاء كلعنة ترسخ النهب والتبعية؟
اقرأ أيضاً
تدشين المخيم الطبي لجراحة العيون بمستشفى رؤية بالمكلا
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية
