انكسار التأييد الأميركي المطلق لإسرائيل
بالرغم من أن التحالف الإستراتيجي بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل كان يشكل دائما أحد أعمدة نظام الحكم في الولايات المتحدة، فإن السنوات الأخيرة شهدت تغيرات غير مسبوقة في المزاج العام تجاه هذا الالتزام الحديدي بمصلحة إسرائيل.
وفي الوقت الذي كان فيه هذا التغيير في المعسكر الديمقراطي مفهوما، باعتباره تيارا ليبراليا يركز على المصالح الاقتصادية والاجتماعية أكثر منه تيارا أيديولوجيا، إلا أن حدوث اختراق وتغيير في المزاج العام للحزب الجمهوري بأطيافه المحافظة المختلفة كان غير متوقع أبدا.
الحزب الديمقراطي وقاعدته أسرع تطورا، وأكثر قبولا في أوساط الأقليات الملونة في الولايات المتحدة، ولذلك برز من بينهم باراك أوباما كأول رئيس أسود للولايات المتحدة، وتمكنت إلهان عمر أول مسلمة محجبة من دخول الكونغرس الأميركي على قوائم الحزب الديمقراطي، كما كانت الديمقراطية رشيدة طليب أول فلسطينية تجاهر بدعم القضية الفلسطينية في الكونغرس.
ومن بين صفوفه يبرز الآن الشاب المسلم زهران ممداني المنتقد لإسرائيل بشدة، متصدرا المنافسة على مقعد عمدة نيويورك، كبرى المدن الأميركية ومركز المال والأعمال الأبرز فيها. وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على أن الولاء لإسرائيل لم يعد أمرا مجمعا عليه في قواعد الحزب الديمقراطي.
أما الحزب الجمهوري، الذي يعتبر حاضنة للاتجاه المحافظ الأميركي بما يحمله من التزامات أيديولوجية مبدئية، فقد كان أقل قدرة على تغيير وتبديل المواقف طوال العقود الماضية، ومن بينها التزامه الثابت تجاه إسرائيل بناء على أسس دينية ومصلحية.
اقرأ أيضاً
تدشين المخيم الطبي لجراحة العيون بمستشفى رؤية بالمكلا
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية
