رؤية حلف حضرموت في نشر الوعي ... في إجتماع الهضبة
كتب / أ.د. خالد سالم باوزير
لم أكن أتصوّر ذلك العمل والتنظيم الجاد والرائع في الاجتماع التشاوري في هضبة حضرموت، الذي نظمته دائرة الثقافة والإعلام في حلف حضرموت، والمُخصَّص لاجتماع الصحفيين والإعلاميين الحضارم ..
لقد أُدير الاجتماع وفق جدول عمل مدروس، وفي توقيت بالغ الأهمية من تاريخ حضرموت المعاصر، الذي تحاول أطراف عدّة التقليل من تأثيره وأهميته، وتسعى لجرّ حضرموت لتكون تابعة لها، دون أن تُسهم في اتخاذ قرارات تصبّ في مصلحة شعبها الذي يعاني القهر، والفقر، والتجاهل ..
ولو كان المجلس الرئاسي حريصًا على شعب حضرموت، لكان قد وافق على المطالب التي قدمها حلف حضرموت في 31 يوليو 2024، وأهمها: الكهرباء من ثروة حضرموت، لا من أموال أحدٍ آخر، لكنهم يُماطلون، في استخفافٍ متعمّد بالشعب الحضرمي ..
قيادة الحلف تدرك هذا الواقع، ولهذا بادرت إلى التحرك ودعم إنشاء اتحاد الصحفيين والإعلاميين الحضارم، بهدف توعية الشعب الحضرمي بقضايا حضرموت، ومطالبها الملحّة في الحكم الذاتي، وهو استحقاق شعبي، ومطلب جماهيري واسع، لتحصين حضرموت من تجارب الماضي المُرّة، التي أدّت إلى تراجع الخدمات، والتعليم، والتنمية في الأرض الحضرمية، وحرمانها من استحقاقاتها في مشاريع خدمية وصحية وتعليمية، أو اقتصادية إنتاجية، أو حتى ما يتعلق بالحماية العسكرية والأمنية ..
لكننا نتساءل: كيف نصل إلى قلوب الناس ووعيهم في كل منطقة ووادي ومدينة وقرية في حضرموت، في هذا الزمن الذي يشهد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وثورة المعلومات؟
وكيف نُعرّف المجتمع بحقوقه وواجباته تجاه وطنه حضرموت؟ ..
يعلم الجميع أن الارتقاء بشأن حضرموت مسؤولية أهلها، والمخلصين منهم على وجه الخصوص، والذين لا بد أن يدرسوا جيدًا المراحل التي مرّت بها حضرموت من أحداث وصراعات وتخلف وتعبئة، خلال أكثر من نصف قرن، انتهى زمنها ..
علينا أن نترك العواطف جانبًا، وننظر إلى حضرموت: الأرض والإنسان، ونسعى إلى انتشالها مما هي فيه اليوم، خاصة أننا نقف على مشارف نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين ..
حضرموت، كما تحدث رئيس الحلف، تعاني من طرق محفورة، وخدمات مدمّرة، وتنمية متوقفة، وفرص عمل مفقودة. فمَن ننتظر لإصلاح كل هذا التدهور، إن لم يكن الحضارم أنفسهم؟ ..
إن الإعلام في عصرنا اليوم صناعة، وفكر، وإنجاز. ولهذا استشعر الحلف مسؤوليته، وقرر دعم دائرة الإعلام، وأبدى استعداده لتقديم الدعم اللازم، وتجاوز الصعوبات، لتحقيق رؤية الحلف في إيصال رسالته إلى كل حضرموت، بحدودها المعروفة ..
على الشعب الحضرمي أن يتفاعل إيجابيًا مع كل ما يصبّ في مصلحة حضرموت وأهلها، بعيدًا عن المناكفات، أو التحريض، وأن يتجاوز سلبيات الماضي، من أجل حضرموت: الأرض، والحضارة، والتاريخ، والمستقبل .
هذه هي رسالة إعلام الحلف الحقيقية.
اقرأ أيضاً
تدشين المخيم الطبي لجراحة العيون بمستشفى رؤية بالمكلا
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية
