وفيك يا حضرموت الخير ... وذاكرة أغنية والانتصار العظيم

كتب / سمير الوهابي
في حضرموت الخير... تتفتح الذاكرة فجأة على أغنية قديمة، لكنها لا تزال تنبض في قلبي وفي الحياة.
أتذكّر أغنية الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم، من كلمات الشاعر الغنائي عبدالله عبدالكريم، "بلدنا الغالية مبروك" — تلك الأغنية الوطنية الخالدة التي سُجلت في ثمانينيات القرن الماضي، وشاركت في الاستعراض الكرنفالي بملعب الشهيد الحبيشي عام 1985، بمناسبة ذكرى استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني الغاشم.
الأغنية فنية رمزية وطنية، تتحدث عن كل محافظة من حيث سماتها الوطنية والخير وإمكاناتها الزراعية والنفطية والتاريخية.
تعود بي الذكرى اليوم إلى تلك الكلمات، إلى الألحان الصافية، والقلوب الممتلئة بالحلم، بينما شعب حضرموت يسطر الآن فصلًا آخر من المجد، في وجه قراصنة العصر الحديث ولصوص الثروات... أولئك الوكلاء الذين باعوا الداخل بثمن الخارج.
منذ حرب 2015، عاش شعب الجنوب – وخاصة عدن التاريخية – صنوفًا من العذاب والجوع والخذلان، لكنه لم ينهزم.
وقفت الجماهير صفًا واحدًا، من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال، في الأزقة والحارات، بين المتاريس وعلى الأسطح... صامدين رغم القصف، يوزّعون السلاح و الخبز والماء ، في وجه آلة الحرب الفارسية الحوثية.
وفي ليلة مباركة، ليلة 27 من رمضان عام 2015، سجّلت المقاومة الجماهيرية وأحرار الجنوب – بكل اللهجات والمسميات والانتماءات – نصرًا خالدًا سيظل محفورًا في ذاكرة كل جنوبي حر.
لكن، ويا للأسف، لم تلبث فرحة النصر أن تتلاشى تحت ثقل النسيان الرسمي.
في دهاليز الرئاسة، وفي قصور الحكومة، وفي مكاتب السلطات المحلية، غابت صور الأبطال، وتُرك الشعب وحيدًا يواجه الحرمان... بلا خبز، بلا دواء، بلا تعليم، بلا أمن.
ورغم كل ذلك، لم تُطفأ جذوة الكرامة.
واليوم، تعود الجماهير إلى الشارع، كما كانت بالأمس.
تعود لتكشف ما خفي، وتقول: لا لكل فاسد، لا لكل من سرق قوتها، وبنى بها محلات صرافة وبنوك وقصورًا وفنادق ومولات وأسواق فخمة.
لقد كشفت للعالم معالجات رئيس الحكومة، ووزير المالية، ومحافظ البنك المركزي، حقائق عن القراصنة الجدد...
نهبوا الأخضر واليابس والحديد، وشربوا البحر، وجعلوا الشعب يذرف دموعه، وجسده منهك في الشوارع وأمام المساجد والمكاتب، يتسول من هذا المدير الفرعون اللص الذي جاء به الفسدة، ليتسلّط على أهل وطنه.
حضرموت اليوم، كما كانت عدن من قبل، تقولها بصوت واحد:
لن نصمت.
ولن ننسى.
وسنُعيد للكرامة معناها.
ستبقى إرادة الجماهير ووعي الأحرار هي البوصلة، وهي الضمير، وهي جدار الصد في وجه قراصنة اليوم الذين لبسوا أقنعة الدولة، وهم في حقيقتهم مجرد سماسرة على موائد الخارج.
اقرأ أيضاً

قبيلة العصارنة السيبانية تنفي شائعات رفضها لمعسكرات حلف قبائل حضرموت وتؤكد ولاءها الكامل للحلف
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية